أدانت منظمة الاشتراكيين الثوريين اليوم الأحد ما وصفته بـ"مجزرة جديدة"، مشيرة لمقتل 72 وإصابة المئات معظمهم من مؤيدي جماعة الإخوان والرئيس المعزول محمد مرسي في "أحداث المنصة" قبل فجر أمس السبت، وقالت في بيان لها إن عنف قوات الأمن الموجه للجماعة قد يتحول نحو فئات أخرى كالعمال والثوار.
وقال بيان للمنظمة "مجزرة جديدة صدمت المصريين فجر أمس عقب ساعات من انتهاء مليونية التفويض التي دعى لها وزير الدفاع، لتضاف إلى السجل الدموي للداخلية والعسكر، وتكون أولى بشائر التفويض على بياض مؤكدة توجه الدولة لمواجهة الاحتجاجات بقوة السلاح".
وكان ملايين المصريين في معظم المدن المصرية شاركوا مساء الجمعة وقبل اندلاع "أحداث المنصة" في تظاهرات حاشدة بعد دعوة وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي المواطنين للتظاهر لتفويضه في "مواجهة العنف والإرهاب المحتمل".
وحذر البيان من أن التعامل بالقوة المسلحة مع الاعتصامات لن ينهي الأزمة "بل ربما تعمقها، ولا حل حقيقي لأزمة ثورتنا الراهنة إلا عبر طريق سياسي يتبنى تصوراً واضحاً للعدالة الانتقالية بحيث يضمن القصاص العادل من كل من أجرم في حق الشعب وثورته من رموز نظام مبارك والمجلس العسكري والإخوان وحلفائهم".
كما حذر من تحول عنف الشرطة الموجه للجماعة لفئات أخرى قائلا "إن تلك المدافع الموجهة إلى صدور الإخوان اليوم سرعان ما ستستدير ليتم توجيهها لصدور الثوار والمحتجين على النظام من العمال والفقراء بحجة حماية عجلة الإنتاج".
وقالت جماعة الإخوان المسلمين إن القتلى كانوا يشاركون في مظاهرة سلمية، بينما قالت وزارة الداخلية إنها لم تستخدم غير قنابل الغاز المسيل للدموع لمنع المتظاهرين من إغلاق كوبري "6 أكتوبر"، وقالت النيابة العامة إن التحقيقات الأولية أظهرت أن مؤيدي الإخوان هم من بادروا بإطلاق النيران على قوات الأمن.
وأضاف بيان الاشتراكيين الثوريين "ندين تلك المجزرة التي راح ضحيتها العشرات من الفقراء القادمين من الأقاليم وشباب الإخوان المغيبين بشعارات تجار الدين، ليس بينهم قياداتهم الذين لانراهم إلا على المنصات داعين للعنف أو في الفضائيات مستنجدين بأمريكا، ولانرى أي من أسمائهم أو أبنائهم في كشوف القتلى أو المصابين، بل يدفعون بالشباب بكل خسة ليواجهوا بطش الشرطة التي قررت أن التفويض يعني مواجهة الإحتجاجات بقوة السلاح والقتل".
وأشار البيان إلى أن وزير الداخلية الحالي محمد إبراهيم عينه الرئيس المعزول محمد مرسي، وقال إنه كان بطلا في عيون جماعة الإخوان سابقا.
وأضاف البيان أن جرائم الإخوان ضد أهالي المنيل وبين السرايات والجيزة وغيرها وآخرها أمس في القائد إبراهيم واليوم في الهجوم على الكنائس، تخلق موجة من غضب شعبي عارم استغله العسكر والشرطة للحصول على التفويض بحجة مكافحة الإرهاب.
وتساءل البيان عن دور ما سماه "حكومة العسكر" الحالية ومدى تورطها في الأحداث" قائلا "خاصة (رئيس الوزراء حازم) الببلاوي الذي كان أول المفوضين لنائبه (السيسي) في مسيرة الاتحادية أمس، وكذلك عن أسباب استمرار العناصر المحسوبة على الثورة في مناصبهم بعد المجزرة وخصوصاً في ظل غياب مبادرة من طرفهم للخروج من الأزمة".
وأقسمت حكومة الاقتصادي الليبرالي حازم الببلاوي -المدعومة من الجيش- اليمين الدستورية قبل نحو عشرة أيام، ويغلب على تشكيلها الليبراليون والتكنوقراط.
ودعا بيان الاشتراكيين الثوريين لبناء "جبهة ثورية مناضلة نتصدى بها معاً للفاشية العسكرية الصاعدة ولانتهازية ورجعية وجرائم الإخوان وحلفائهم في آن واحد، جبهة تتبنى طريق استكمال أهداف ثورة يناير وموجتها التالية في 30 يونيو ضد كل من خان.. فلول وعسكر وإخوان، ومن أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية".
تعليقات الفيسبوك