قال الروائي المصري الحائزعلى جائزة البوكر العربية يوسف زيدان اليوم الأربعاء إن نيابة أمن الدولة العليا حققت معه لمدة أربع ساعات أمس في بلاغ قدمه مجمع البحوث الإسلامية اتهمه فيه بازدراء الأديان في أحد كتبه.
والقضية حلقة في سلسلة حوادث أثارت مخاوف بشأن حرية التعبير في ظل الرئيس الإسلامي محمد مرسي الذي انتخب العام الماضي بعد انتفاضة عام 2011 التي أسقطت سلفه حسني مبارك.
وقال المحامي الحقوقي جمال عيد الذي كلف أحد مساعديه بحضورالتحقيق "بلاغ مجمع البحوث الإسلامية قدم عام 2010 لكن سلفيا متشددا بعث به إلى المسؤولين في الآونة الأخيرة." وأضاف "وبالطبع القضية تبين استمرار الإسلاميين في فرد عضلاتهم ومحاولاتهم تشكيل المجتمع طبقا للصيغة التي يؤمنون بها من الإسلام."
وفي ديسمبر كانون الأول صدر حكم على شاب مسيحي عمره 27 عاما بالسجن ثلاث سنوات لأنه نشر على الإنترنت لقطات من فيلم مناهض للإسلام أشعل احتجاجات مسلمين في مختلف أنحاء العالم. وفي نوفمبر تشرين الثاني عوقب سبعة مسيحيين غيابيا بالإعدام شنقا لمشاركتهم في الفيلم.
وحكمت محكمة في أبريل نيسان على عادل أمام أشهر ممثل ساخر في العالم العربي بالحبس ثلاثة أشهر وغرامة 1000 جنيه (150 دولارا) لإدانته بازدراء الإسلام في أفلام ومسرحيات. وفي وقت لاحق نال البراءة أمام محكمة استئنافية.
وقال زيدان إن المحققين اتهموه بالإساءة للديانات السماوية الثلاث في أحدث كتبه البحثية "اللاهوت العربي وأصول العنف الديني". وصدر الكتاب في نهاية عام 2009 لكن توقف صدور طبعات جديدة منه لسنوات بسبب الاضطراب في العالم العربي وصدرت طبعة جديدة منه حديثا. وبيع منه إلى الآن 40 ألف نسخة. ويبلغ متوسط مبيعات الكتب في مصر ما بين أربعة آلاف وستة آلاف نسخة على أفضل تقدير.
وقال زيدان "طبقا لبلاغ مجمع البحوث الإسلامية أنا متهم بإهانة جميع الديانات لأنني وصفتها بأنها مرسلة ولا أفهم كيف يكون مثل هذا الوصف متجاوزا في وقت بلغت فيه من قبل مرسلين." وأضاف "بلاغ مجمع البحوث الإسلامية اتهمني أيضا بإثارة الفتن في المجتمع واتهمني ثالثا بالسخرية من الأديان ونشر الأفكارالثورية وهي أغرب التهم الثلاث التي وجهت إلي لأن الكتاب كله كتاب فلسفي ومناهض للعنف."
ويعرف زيدان وهو مسلم بأفكاره الدينية الحداثية لكنها مدروسة جيدا في رواياته. وقبل سنوات اتهم مسيحيون مصريون رواية عزازيل الشهيرة لزيدان والتي صدرت عام 2008 ونالت جائزة البوكر العربية بالإساءة إلى المسيحية. وعزازيل التي اغضبت أيضا الكنيسة الارثوذكسية المصرية تروي قصة راهب مصري عاش في القرن الخامس وكان شاهدا على مناقشات عن العقيدة لدى المسيحيين الأوائل.
وقال زيدان "الأمر صادم لي حقا وغريب أن أجد نفسي أتحدث عن الفلسفة مع محققي نيابة أمن الدولة خاصة الآن في وقت تعاني فيه الدولة من اضطراب هائل وعنف شوارع يجب أن يكون بؤرة اهتماهم وقد قلت لهم ذلك."
ويحظر القانون المصري إهانة الإسلام والمسيحية واليهودية ويمكن أن يعاقب زيدان بالسجن خمس سنوات إذا حوكم وأدين. وقال "أرى أن القضية -مثل قضايا سابقة ضد كتاب ومبدعين- هي نوع من الضغط الذي أصبح اتجاها في سوق الإخوان المسلمين. وأقر بأن أفكاري تناويء جميع الجماعات الإسلامية المتشددة ومن بينها جماعة الإخوان المسلمين."
تعليقات الفيسبوك