بعد أسبوعين من الاحتفال باستجابة الجيش لمطالب المحتجين بعزل الرئيس محمد مرسي، بدأ القلق ينتاب بعض الليبراليين مما قد ينطوي عليه ذلك من خطر على البلاد.
فلم يبد الناشط الحقوقي جمال عيد أسفا على طريقة عزل مرسي على أيدي "أغلبية" ديمقراطية في الشارع لكنه قال "لا أكون سعيدا عندما يسيطر الجيش على مصر."
وأضاف متحدثا في أعقاب اشتباكات بين الجيش وأنصار مرسي سقط فيها عشرات القتلى قبل أسبوع "لا أكون سعيدا عندما يستخدمون العنف وأشعر بالقلق من احتمال أن يستخدموه مجددا."
وقد سعد كثير من المصريين الذين يتشككون في جماعة الإخوان المسلمين ويحنون إلى استقرار النظام القديم بعودة الجيش إلى الصورة. ولكن محمد رضوان يشعر بالقلق لأن حتى "الثوار الأصليين" أمثاله غمرهم الامتنان للفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة الذي عزل مرسي وأعلن أن الجيش هو حارس الإرادة الشعبية.
وشارك رضوان (34 سنة) في الثورة التي أطاحت بحسني مبارك عام 2011 ثم شارك في الاحتجاج على أسلوب إدارة القوات المسلحة للمرحلةالانتقالية التي انتهت بانتخاب مرسي.
وقال رضوان إن كثيرا ممن شاركوا في المظاهرات جرفتهم هذه المشاعر الجياشة وغفروا للجيش كل أخطائه السابقة. ويصر الجيش على أنه لا رغبة له في السلطة ويميل كثيرون إلى تصديق ذلك.
لكن اشتباكات الاثنين الماضي عند دار الحرس الجمهوري في القاهرة التي كان الإسلاميون يعتقدون أن مرسي محتجز فيها أحيت القلق بخصوص مدى خضوع الجيش للمحاسبة.
ويتبنى الإعلام المصري الى حد بعيد رواية الجيش الذي يقول إن جنوده تعرضوا للهجوم. وتقول جماعات حقوق الإنسان إن قتل ما يزيد على 50 شخصا ليس له ما يبرره.
وقال عمر روبرت هاميلتون (28 عاما) الذي صور جنودا يطلقون النار في الشوارع خلال الفترة الانتقالية بين الإطاحة بمبارك وتولي مرسي الرئاسة إن الرأي العام المصري مصاب بقدان الذاكرة.
واضاف"عندما كان الجيش يتولى السلطة لم يتوان عن تعريض شريحة من المجتمع للاعتقال أو الإصابة أو القتل" متعجبا من صعود شعبية الجيش برغم ذلك.
وينتمي هاميلتون إلى جماعة (مصرين) التي تولت توثيق أعمال العنف التي كان للجيش ضلع فيها ومنها إطلاق النار على محتجين مسيحيين في وسط القاهرة عام 2011.
ولا يثير الدهشة أن جماعة الإخوان المسلمين تتفق مع هذا الرأي. وقال جهاد الحداد المتحدث باسم الجماعة إن الجيش نجح في تبييض صورته وإن الناس نسوا أن يفكروا في مدى سوء أدائه عندما عمل بالسياسة "والآن فات الأوان".
وتحتل صورة السيسي بزيه العسكري مكان الصدارة على الجدار داخل استديو للتصوير في القاهرة. ويعمل رجب مالك الاستديو حاليا في طبع صورة السيسي على قمصان قطنية وأقداح للشاي ويدر ذلك عليه دخلا طيبا.
وقال رجب إنه رفع صورة مرسي ولا يعتقد أنه سيعيدها إلى مكانها في الاستديو الذي تزينه حاليا صور رؤساء مصر السابقين محمد نجيب وجمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك الذين كانوا جميعا ينتمون إلى المؤسسة العسكرية.
وترى لينا عطا الله رئيسة تحرير موقع (مدى) الإخباري على الإنترنت أن عزل مرسي كان بغير شك ما يريده معظم المصريين لكنها أضافت "ما أشك فيه هو أن ما يحدث لاحقا سيظل إرادة الشعب. الناس يجيدون العزل لكنهم لا يجيدون الاستبدال."
تعليقات الفيسبوك