تتجاور قطع أثرية في معرض بالمتحف المصري المطل على ميدان التحرير كأنها تعزف لحنا أو ابتهالا واحدا يتوجه به المصريون إلى رب واحد بثلاث لغات أو ديانات سماوية.
فإلى جانب حفر يمثل الشمعدان اليهودي توجد لوحة ملونة تمثل السيد المسيح على الصليب وتتخذ هيئة باب يفتح مصراعاه فيبدو في كل منهما من الداخل المسيح مصلوبا.
أما الأعمال التي تجسد الدين الإسلامي فتميل إلى التجريد وتجنب التجسيد حيث تتنوع الكتابات بخطوط عربية مختلفة فضلا عن استخدام فنون الزخرفة.
ويضم معرض (إله واحد وديانات ثلاث: التسامح الديني على أرض النيل) لوحات توضيحية عن النبي إبراهيم الملقب بأبي الأنبياء الذي تنسب إليه الديانات السماوية "الإبراهيمية" الثلاث التي جسدت معاني التسامح الديني وحققت مبدأ التعايش بين المصريين.
والمعرض الذي افتتحه ممدوح الدماطي وزير الآثار مساء اليوم الخميس يضم 48 قطعة أثرية ويقام ضمن أنشطة تنظمها وزارة الآثار احتفالا باليوم العالمي للمتاحف 18 مايو ايار سنويا.
وبدأت مصر في السنوات القليلة الماضية الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف بتنظيم معارض نوعية تروي جانبا من تاريخ البلاد وتكريم رموز وثيقي الصلة بالآثار ومنهم الكاتبة نعمات أحمد فؤاد ووزير الثقافة الأسبق ثروت عكاشة الذي جرى في عهده إنقاذ آثار النوبة ومعبد أبو سمبل في جنوب البلاد بعد تعرضها للغرق حيث تبنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في الستينيات حملة دولية لإنقاذ المعبد الذي نقل بالكامل إلى موقعه الحالي.
وحضرت الافتتاح فريدريكا زايفريد مديرة المتحف المصري ببرلين وممثلان عن شيخ الأزهر والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وماجدة شحاتة هارون رئيس الطائفة اليهودية بالقاهرة.
وقال الدماطي إن لهذا المعرض "أهمية خاصة" فهو يسجل كيف تجاورت الأديان الثلاثة وفنونها على أرض مصر منذ العصر الروماني حتى العصر الإسلامي وهذا "واضح في الفنون التي عبرت عن تفاصيل الحياة اليومية... التي احترمت حق الاختلاف وقبول الأخر... فإبراهيم هو أبو الأنبياء ورسول الديانات الثلاث فالإله واحد وإن اختلفت الديانات."
وأضاف أن قطع المعرض اختيرت من مقتنيات خمسة متاحف مصرية هي المتحف المصري ومتحف الفن الإسلامي والمتحف القبطي ومتحف الإسكندرية القومي والمتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية.
ويستمر المعرض حتى 14 يوليو تموز القادم.
تعليقات الفيسبوك