قال رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي إنه لابد أن تتاح للجميع المشاركة في الحياة السياسية الجديدة، مشيرا إلى أن العمل على إعادة الأمن والاستقرار في الشارع ليس مناقضا للمصالحة وأنه يعتبره "شرطا للمصالحة".
وعن الاستقرار وعودة الأمن، قال رئيس الوزراء المصري في حوار مع صحيفة الأهرام المصرية اليوم السبت "الحقيقة الموجودة على الأرض أن هناك أناسا غير مطمئنين على حياتهم ويتعرضون لقطع الطرق.. وأن هناك أناس كثيرين معهم سلاح..والدولة في سبيل حماية الحقوق والحريات لابد أن تكون حاسمة في عودة الأمن والاستقرار والشعور بالأمان لدي الناس ... لا توجد دولة تقبل ألا تعرف ما يحصل فيها..."
وعزل الجيش مرسي وجماعة الإخوان المسلمين من السلطة في الثالث من يوليو تموز استجابة لاحتجاجات شعبية ضخمة ضد حكم مرسي وجماعة الإخوان.
وتنفذ منذ ذلك الحين خطة انتقالية عين بموجبها رئيس مؤقت وشكلت حكومة مؤقتة برئاسة الببلاوي، ويجري الإعداد لتعديل الدستور على أن تجرى انتخابات في غضون ستة أشهر.
وعمل الببلاوي نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للمالية في حكومة عصام شرف إحدى الحكومات التي عملت في ظل إدارة المجلس الأعلى للقوات المسلحة لشؤون البلاد بعد الإطاحة بالرئيس حسني مبارك في انتفاضة شعبية مطلع عام 2011.
وأضاف الببلاوي (76 عاما) "المصالحة اتجاه.. والاتجاه الأساسي أنه لن يعزل فريق فالكل صاحب بلد بالدرجة نفسها.. والقانون سيطبق على الجميع .... فالمستقبل نبنيه جميعا وتشارك فيه قوانين لا تعزل أناسا وتعاقب أناسا."
وعن دور جماعة الإخوان المسلمين في الحياة السياسية قال الببلاوي " هذا قرارهم.. إذا قرروا المضي بالأسلوب السابق.. إذا اكتشفوا أن المطلوب ليس البقاء وإنما القدرة على التعامل مع الآخرين وكسب ودهم والبناء معهم."
ونفى الببلاوي ما يقال عن تدخل الجيش في العملية السياسية قائلا "أنا شكلت الوزارة بدعوة من رئيس الجمهورية وقضيت فترة لأشكل الوزارة لم أر ولم أسمع شيئا من الفريق أول (عبد الفتاح) السيسي إلا يوم حلف اليمين لم يتصل بي ولم أجر اتصالا مع أحد في اجتماعات مجلس الوزراء يشارك الفريق أول السيسي مثله مثل أي وزير وأكاد أقول إنه أقل الناس كلاما."
وأكد القيادي بجماعة الإخوان عصام العريان يوم الجمعة موقف الجماعة وهو أنها لن تتعامل مع الحكام الجدد في محاولة الوصول إلى حل.
ومرسي متحفظ عليه في مكان لم يكشف عنه منذ عزله.
وأرجع الببلاوي صعوبة المصالحة الى "حالة تربص وعدم ثقة فالمشكلة مشكلة انعدام ثقة بالدرجة الأولى."
وتقول جماعة الإخوان المسلمين إن الجيش قام بانقلاب عسكري ضد الرئيس الشرعي المنتخب.
واستطرد الببلاوي قائلا "والمصالحة لابد أن تنتهي بأن يكون الكل مستريحا."
وقال الببلاوي عن علاقات بلاده بالولايات المتحدة الامريكية "لا مفر من التعامل مع العالم الخارجي.. الولايات المتحدة دولة كبيرة لها مصالح وتتعامل مع مصر باعتبارها دولة مهمة.. وتريد التعامل مع مصر في أوضاع مستقرة."
وتلقت حكومة الببلاوي يوم الخميس دفعة من الولايات المتحدة التي كانت قد صدرت عنها رسائل متضاربة حول الأحداث في مصر، عندما قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري في باكستان إن الجيش المصري كان "يستعيد الديمقراطية" حين عزل محمد مرسي.
وتقدم الولايات المتحدة مساعدات لمصر تبلغ حوالي 1.5 مليار دولار سنويا يذهب أغلبها للجيش.
وتابع الببلاوي "لا يوجد قلق على علاقاتنا مع الولايات المتحدة.. القلق هو على استقرارنا.. إن الولايات المتحدة ستكون من أوائل الدول التي تتعامل معنا .. ولا أعتقد أن أمريكا كانت مغرمة أو تريد الإخوان أن يأتوا ولا أعتقد أنها الآن مغرمة بأن خرجوا وإنما مظهر من مظاهر استقرار البلد أننا حكومة لها شعبية ولها التفاف شعبي وبناء عليه هذه دولة توحي بالاستقرار.. كل المطلوب الآن أن تستقر الأمور."
وعن رؤية مجلس الوزراء للخروج من الحالة الراهنة الأمنية والسياسية وتحقيق المصالحة قال الببلاوي "إذا كانت هناك دولة تريد أن تحمي الحريات فأول حرية يتمتع بها المواطن أن يشعر بالأمان..."
وأضاف الببلاوي "الخروج من الحالة الراهنة يتطلب تعاونا من الجميع.. والمؤسف أن بعض المناقشات أصبح غير مجد ... والعمل علي إعادة الأمن والاستقرار في الشارع ليس مناقضا للمصالحة فأنا أعتبره شرطا للمصالحة."
وفيما يتعلق باولويات الحكومة في الفترة المقبلة قال الببلاوي "استرجاع الأمن والشعور بالأمان في الشارع وضبط الحالة الاقتصادية وخلق حالة من التفاؤل ثم إعطاء جرعة من النجاحات الصغيرة ليس لأنها تحل المشكلات وإنما لأنها تعطي المصريين الشعور بالقدرة على الإنجاز حتي لو أشياء صغيرة."
وتطرق الببلاوي الى عودة الاستثمارات والسياحة قائلا "كل هذا رهن بنجاح الدولة في تحقيق الأمن والأمان في الشارع وينظر إلى مصر على أنها دولة قادرة علي ضمان هذه الأمور والعودة إلي مكانها...عدم الإقصاء فنحن نتكلم عن فكرة المصالحة لكن هناك انطباعا بأن حكومة مرسي كانت تمارس بعض الإقصاء لكنه تمكين لبعض كوادرها."
تعليقات الفيسبوك