تباينت فعاليات إحياء الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير 2011 اليوم السبت بين احتفالات مؤيدة للسلطة الانتقالية واحتجاجات عنيفة وهو ما يعكس حالة من الاستقطاب الشديد في مصر بعد مرور ثلاثة أعوام على رحيل نظام حسني مبارك.
وقتل 29 شخصا، بحسب المتحدث باسم وزارة الصحة، وأصيب 167 في القاهرة ومحافظات أخرى ومعظمهم من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، في أعنف يوم تشهده البلاد منذ 4 شهور.
وفي قلب القاهرة احتشد عشرات الآلاف من مؤيدي القوات المسلحة رافعين صورا للفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع في أجواء احتفالية بميدان التحرير مهد الثورة.
وألقت طائرات الجيش أعلام مصر تحية للمتظاهرين فيما ردد المتظاهرون هتافات مناهضة للإرهاب وجماعة الإخوان المسلمين وداعية السيسي للترشح لرئاسة الجمهورية.
وشهد محيط قصر الاتحادية الرئاسي بمصر الجديدة ووزارة الدفاع في العباسية أجواء مماثلة، وسط إجراءات أمنية مشددة وبوابات إلكترونية لتأمين الاحتفالات التي تأتي بعد يوم واحد من تفجير متشددين لمديرية أمن العاصمة في حي باب الخلق.
وشهدت غالبية المحافظات تجمعات لمؤيدي القوات المسلحة والفريق أول السيسي تدعوه للترشح للرئاسة.
وقالت وكالة أنباء رويترز إنه شوهدت وسط الحشود اليوم بالتحرير لافتات ضخمة وملصقات وقمصان عليها صور السيسي الشهيرة التي يظهر فيها مرتديا نظارته السوداء. وقبلت بعض النساء هذه الملصقات. وأشارت الوكالة إلى أن السيسي سيفوز بالرئاسة حال إعلانه الترشح لرئاسة الجمهورية.
وعلى بعد أمتار من ميدان التحرير فرقت الشرطة تظاهرة نظمتها جبهة "ثوار" التي تضم نشطاء ليبراليين ويساريين وإسلاميين مستقلين شاركوا في الثورة منذ بدئها.
وقتل شخص على الأقل في اشتباكات بالقرب من البنك المركزي المصري بوسط المدينة قبل أن تعلن الجبهة التي تضم حركتي 6 أبريل والاشتراكيين الثوريين المعارضتين الانسحاب حفاظا على أرواح المتظاهرين وقال بيان للجبهة "انسحبوا وللثورة جولات قادمة بإذن الله".
وقالت "جبهة الدفاع عن متظاهري مصر" إن قوات الشرطة ألقت القبض على ما لا يقل عن 60 من المتظاهرين السلميين في أنحاء متفرقة بالقاهرة ومحافظات أخرى، وإن تعاملها بالقوة مع المظاهرات لا يتعلق بسلمية الأخيرة أو عنفها، لكن موقفها من السلطة.
وقال بيان الجبهة إن "الانتهاكات لم تتوقف عند حدود القبض العشوائي، بل أصيب بعض المتظاهرين بطلقات الخرطوش التي أطلقتها قوات الشرطة على بعض المسيرات".
وشهدت القاهرة وحدها سقوط 18 قتيلا سقط أغلبهم في اشتباكات الشرطة وأنصار جماعة الإخوان المسلمين بمنطقتي المطرية والألف مسكن.
وقتل في الجيزة ثمانية أشخاص في اشتباكات الشرطة وأنصار الإخوان وسقط قتيلين في المنيا وسيدة في الإسكندرية.
كان تحالف دعم الشرعية، الذي تقوده جماعة الإخوان المسلمين، دعا لاحتجاجات تستمر 18 يوما، وهي الفترة التي استمر فيها احتجاج واعتصام أسقط الرئيس مبارك، لإسقاط ما سماه الانقلاب العسكري على مرسي.
وتأتي التظاهرات عشية خطاب مهم للرئيس علي منصور قد يحدد فيه موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة خلال 6 أشهر استكمالا لخارطة الطريق التي أعلنها الجيش بقيادة السيسي وقوى سياسية بعد عزل مرسي استجابة لتظاهرات حاشدة ضده.
وشهدت مصر أعمال عنف واسعة قام بها متشددون متعاطفون مع مرسي استهدفت معظمها رجال الشرطة والجيش، وقتلت قوات الأمن المئات من مؤيدي مرسي.
وفي مدينة السويس أصيب 16 شخصا في انفجار سيارة ملاكي مفخخة بمقر الأمن المركزي بحي فيصل بالسويس عصر اليوم.
وفي شرق القاهرة وقع في وقت مبكر من الصباح انفجار بمحيط معهد أمناء الشرطة بمنطقة عين شمس لم يسفر عن إصابات.
وفي شمال سيناء قالت القوات المسلحة إن طائرة مروحية عسكرية بمنطقة جنوب الخروبة ولكنها لم توفر بيانات إضافية عن سبب الحادث أو مصير راكبي الطائرة.
تعليقات الفيسبوك