كتبت: إيمان عادل
قالت الشاعرة والفنانة التشكيلية، غادة خليفة، إن المرأة التي تتجه للكتابة تعاني من الأوضاع البائسة التي تعاني منها المرأة في المجتمع المصري بشكل عام.
وأضافت خليفة لأصوات مصرية أن "الكاتبة عليها أن تحارب في كل الاتجاهات كي تستمر في الكتابة"، موضحة أن هناك كثيرين لا يعترفون بالكاتبات ودورهن في الأدب.
ورصدت مبادرة "فؤادة واتش" في تقرير لها في سبتمبر الماضي أوضاع الكاتبات، وقال التقرير "المرأة ككاتبة ومبدعة رمز لا يطرح إعلاميا بشكل مساو على الأقل بما يحظي به الرجل، في البرامج التليفزيونية، فضلا على تسليط الصحف والجرائد المصرية الضوء على نجوم شاشة فنية ومجتمعية دون المستوى".
واعتبرت خليفة أن الوسط الثقافي المصري لايزال على نفس مستوى الشارع المصري الذي يتعامل مع المرأة باعتبارها أنثى وجسدا، قائلة "ما زال الوسط الثقافي المصري يحدث فيه ما يحدث في الشارع وفي العمل وفي كل مكان تقريبًا، فيوجد من يصفقون للكاتبة لجمالها دون أن يستمعوا لإبداعها".
وأكدت خليفة أن "المجتمع مدان تمامًا في علاقته بالمرأة بشكل عام، لكن هناك تجارب مهمة في جيل الكاتبات المصريات ممن يحاولن الصمود بالمثابرة والاستمرار في الإنتاج الإبداعي".
وأشارت إلى أهمية إلقاء الضوء على المبدعات في الإعلام، وإعطائهن الفرصة لنشر أعمالهن، ووجود مناقشات حقيقية وجادة للمرأة والرجل على السواء حول تطوير الكتابة والاجتهاد في محاولة الوصول بهذه الأعمال للجمهور.
وترى خليفة أن ما تتعرض له الكاتبات من تعتيم إعلامي، "غير مقصود بل نابع من مجتمع لم يتعلم الالتفات للمرأة ككائن مبدع".
وقالت الناشرة فاطمة البودي إن نسبة الإصدارات النسائية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخامسة والأربعين في يناير الماضي، انخفضت عن الأعوام الماضية بشكل ملحوظ.
وأرجعت البودي سبب انخفاض عدد الإصدارات النسائية إلى انشغال النساء في مصر بالعمل السياسي أكثر من الرجال، خاصة بعد ثورة 25 يناير، مؤكدة أن المرأة انشغلت أكثر من الرجل بالثورة، مشيرة إلى أن عدد من الناشرات تركن النشر وتفرغن للعمل السياسي.
ومن جانبها قالت الروائية، منصورة عز الدين، إن "تهميش الكاتبات فى المجتمع المصري هو جزء من تهميش النساء والكاتبات عالميا".
الشاعرة حنان شافعي أكدت أن "الحديث عن قلة الانتاج النسائي للأعمال الأدبية غير صحيح، فهناك عدد كبير من الشاعرات والروائيات وحتى كاتبات المدونات مع موجة التدوين التي ظهرت قبل فترة".
وأضافت أن الإنترنت ساعد في ظهور أصوات لم تكن ناشطة أو ظاهرة على الساحة الثقافية من قبل، مشيرة إلى وجود كاتبات في الأقاليم غير معروفات ولا يعرفن طريق الصحافة أو حتى النشر.
وأضافت شافعي أن الأزمة الحقيقية هي عدم إلقاء الضوء على الأعمال النسائية باسم العادات والتقاليد، موضحة أن الحرب على "التقاليد المعادية للنساء" هي معركة كل النساء.
وأشارت إلى الصعوبات التي تواجه النساء بشكل عام ومن بينهن الكاتبات والأديبات، ومنها التحرشات والمساومات والمنافسة غير الشريفة، موضحة أن هناك كثيرات يفضلن الاستسلام أو الانسحاب من عالم الثقافة والكتابة، قائلة "نخسر كل يوم مبدعات ونحن في الحقيقة نخسر البشر أنفسهم بإفساد مواهبهم أو بهجر الإبداع".
تعليقات الفيسبوك