قال رئيس الجمهورية المؤقت عدلي منصور إن أي دعم تلقته مصر في الأونة الأخيرة لم يرتبط بأي شروط أو مطالبات من الجهات المانحة، وشدد على أن مصر لم تكن لتقبل بأي حال من الأحوال بأي "مشروطية".
ومن المقرر أن يقوم منصور اليوم بأول جولة خارجية له منذ توليه منصبه، حيث من المقرر أن يتوجه إلى كل من السعودية والأردن.
وكانت السعودية والكويت والإمارات قدمت لمصر دعما يصل لنحو 12 مليار دولار في صورة قروض ومنح وشحنات وقود، بعدما عزل الجيش الرئيس محمد مرسي الذي ينتمي لجماعة الإخوان في مطلع يوليو الماضي، واصدرت بيانات تعلن تأييدها للحكومة الجديدة في مصر.
وقال منصور، خلال حوار أجرته مع صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، "لم يرتبط الدعم السعودي أو أي دعم آخر تلقته مصر بأي اشتراطات أو مطالب تمس بالسيادة المصرية".
وأوضح "الشعب المصري قام بثورتين خلال 30 شهرا.. الكرامة الوطنية واستقلالية القرار كانتا من أهم دوافع الثورتين.. وبالتالي فإن من يتوهم أن سيادة القرار المصري يمكن أن تحجم بعوامل خارجية.. فعليه أن يراجع قراءته".
وتابع إن مصر وغالبية دول الخليج العربي ترتبطان بما وصفه شبكة واسعة من المصالح الاستراتيجية "والتنسيق بين مصر وهذه الدول لا يخدم فقط الشعب المصري والشعوب الخليجية، بل يخدم أيضا القضايا العربية والإسلامية".
وتابع منصور إن المساعدات التي قدمتها الدول العربية، وخاصة السعودية والإمارات والكويت لمصر "كان لها أثر قوي في دعم الاقتصاد المصري؛ لأنه كما تعلم يمر بحالة غير مستقرة.. والدولة تقريبا مشاكلها فاقت كل الحدود".
وشدد على أن "مصر لم تكن لتقبل بأي حال من الأحوال بأي مشروطية، وهو ما قد يدلل عليه موقفنا الأخير من بعض الودائع العربية"، في إشارة إلى الوديعة القطرية التي ردتها مصر.
كانت مصر أعلنت في منتتصف سبتمبر الماضي أنها ردت ملياري دولار إلى قطر كان البلد العربي الخليجي أودعها في البنك المركزي وذلك بعد فشل مفاوضات لتحويل المبلغ إلى سندات لأجل ثلاث سنوات.
وتدهورت علاقات القاهرة مع قطر بعد أن أطاح الجيش المصري بالرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو. وقطر داعم قوي لجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها مرسي وأعطت مصر 7.5 مليار دولارخلال العام الذي قضاه في السلطة.
وقال إنه "على القيادتين القطرية والتركية تفسير المواقف التي تتبنياها.. هذا التفسير أو التبرير، في اعتقادي، يتعين أن يقدم بالأساس للشعب المصري والشعبين القطري والتركي الشقيقين.. قبل أن يقدم للعالم الخارجي".
وشهدت العلاقات المصرية التركية توترا في الأونة الأخيرة بعد أن انتقد مسؤولون أتراك عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي بشدة ووصفوا التطورات في مصر بالانقلاب العسكري.
وكانت حكومة رجب طيب أردوغان -ذات الجذور الإسلامية- على علاقة قوية بحكومة مرسي الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين.
وقال منصور "لقد مارسنا قدرا كبيرا من ضبط النفس في مواجهة التدخل في شؤوننا الداخلية"، مشددا على أن "مصر قادرة على رد الإساءة من قبل بعض ممثلي الشعوب، إلا أنها تسمو وتترفع عن ذلك إيمانا منها بأن العلاقات بين الشعوب أبقى وأهم".
وتحدث منصور عن الرؤية المصرية من الأزمة السورية، وقال إن "السؤال الذي يفرض نفسه عند تقييم أي خطوات مقترحة للتعامل مع موقف ما هو: ماذا بعد؟.. ينبغي أن نكون حذرين بشكل كبير من أن نقدم على خطوة ما لأسباب آنية.. لنجد أنفسنا لاحقا في موقف قد يكون أصعب من الموقف الحالي".
وأكد منصور أن "أمن الخليج العربي يقع في صميم الأمن القومي المصري، التزام مصر به أمر غير قابل للنقاش".
تعليقات الفيسبوك