كتبت: أميرة الشرقاوي

ثلاث سنوات وأهالي حي الأزبكية يعانون احتلال الباعة الجائلين لميدان رمسيس والشوارع الرئيسية المجاورة له كالفجالة والسبتية، الأمر الذي حول الميدان التاريخي لبؤرة من الإشغالات والقمامة والزحام المروري، بالإضافة لسلوكيات المواطنين العشوائية.

اليوم الأحد، استيقظ أهالى الحي على انتشار أمني مكثف لقوات الأمن والجيش والكلاب البوليسية لتحرير الميدان من هذه الفوضى، حيث قاموا بمساعدة أجهزة محافظة القاهرة، وحى الأزبكية، وشرطة مرافق العاصمة، فى رفع تلك الإشغالات.

ولم يتخيل أصحاب مكتبات شارع الفجالة، كما أكد معظمهم لـ "بوابة الأهرام"، أن يتم إخلاء الميدان من الباعة الجائلين، فقد فوجئ محمد أشرف، صاحب إحدى المكتبات، بقرار نقلهم صباح اليوم الأحد، مؤكدا أنهم على مدى ثلاث سنوات، تضرروا من افتراشهم أرصفة شارع الفجالة، ناهيك عن تعرضهم بألفاظ نابية لكل من يتعرض لهم.

"والله حركة البيع والشراء عطلوها لينا"، عبارة ذكرها أحمد مرعى، أحد العاملين بمكتبة الطلبة، موضحا لـ"بوابة الأهرام"، أن الباعة الجائلين يبيعون أدوات مكتبية بطول شارع الفجالة على الرصيف، ويستقطبون الزبائن التى كانت تتردد على المكتبات طيلة الموسم الدراسى، ورغم شكوانا المريرة لحى الأزبكية، فإن الرد كان يأتينا دائما بالصبر، "وفعلا اللى يصبر ينول".

"أخير ارتحنا ونظف الميدان"، تعبير وصف به عبدالعزيز محمد، صاحب أحد المحال التجارية الشهيرة بشارع رمسيس، وضع ميدان رمسيس ، حيث عملت أجهزة المحافظة، منذ صباح اليوم، على إعادة تأهيل الميدان.

ولم يقتصر الترحيب بقرار الإخلاء على أصحاب المكتبات بشارع الفجالة، بل امتد أيضا لأهالى السبتية، والقللى، بحى الأزبكية، مؤكدين أن الميدان تحرر من الفوضى والبلطجية.

وطالب سعد توفيق، من الأهالى، بتعيين دوريات أمنية، لمنع عودة هؤلاء الباعة لميدان رمسيس، والمنطقة المحيطة بمسجد الفتح، ومجمع الجلاء للنيابات الإدارية.

ولفت "سعد" إلى أن الحياة شلت بالكامل فى هذا الميدان التاريخى طيلة السنوات التى أعقبت ثورة يناير، ومع غياب الأمن فيه زادت الفوضى والزحام المرورى.

من جانب آخر، أكد عاطف عبدالمنعم رئيس حى الأزبكية، فى تصريحات لـ"بوابة الأهرام"، أنه سيتم تعيين دوريات أمنية ثابتة بالميدان، لمنع عودة هؤلاء الباعة لشارع رمسيس، والشوارع الجانبية له، موضحا بدء تسليمه لمديرية الطرق بالعاصمة، تمهيدا لإعادة رصفه وإنارته وتجديده بالكامل.

فى سياق متصل، لم يرحب كل الباعة الجائلين بميدان رمسيس بقرار نقلهم للباكيات الجديدة بموقف أحمد حلمى.

وقال قاسم على، من الباعة الجائلين بمحيط مسجد الفتح فى رمسيس، لـ "بوابة الأهرام: "والله الحكومة قطعت أكل عيشنا"، واكتفى بقول "حسبنا الله ونعم الوكيل.. محدش حاسس بينا".

فى حين رحب آخرون بالنقل، نظرا لقرب موقف أحمد حلمى من الرواد، مؤكدين أنهم لم يبعدوا كثيرا عن ميدان رمسيس، وسيتردد عليهم الوافدون لمحطة مصر وموقف أحمد حلمى.

يذكر أن عمليات إخلاء الباعة صاحبها إزالة مقاهى ومطاعم وأكشاك مخالفة بشارع السبتية، لتحقيق السيولة المرورية به.

وقد تابع جلال سعيد محافظ القاهرة، يرافقه مدير أمن العاصمة، وقائد المنطقة المركزية، عمليات إخلاء الميدان، وذلك خلال جولة تفقدية لهم به.