كتب – محمد جاد
لم تُسلط الأضواء بشكل كبير على الأرباح التي حققها البنك التجاري الدولي، بسبب إعلانها في وقت سيطرت فيه تداعيات تحطم الطائرة الروسية على البورصة، التي واصلت نزيف الخسائر رغم إعلان البنك، صاحب أكبر وزن نسبي في مؤشرها الرئيسي، عن أرباح تجاوزت توقعات المحللين.
أرباح الربع الثالث من 2015، التي أعلن عنها التجاري الدولي يوم 11 نوفمبر، جاءت مدفوعة بقدرته على الاستفادة من الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، سواء على صعيد احتياج الشركات للاقتراض في ظل استعادة وتيرة النمو الاقتصادي، أو حاجة الحكومة للاستدانة من القطاع المصرفي .
"أصدر البنك التجاري الدولي نتائج أعمال قوية.. حيث جاءت أرباح وإيرادات البنك أعلى من توقعاتنا" كما علق بنك الاستثمار بلتون على الأرباح التي نمت بنسبة 36.6% في الربع الثالث من العام الجاري مقارنة بنفس الربع من العام الماضي، لتصل إلى 1.3 مليار جنيه مرتفعة بنسبة 12% عن توقعات بلتون.
وبحسب تقرير لشركة مباشر للأبحاث فإن أرباح التجاري الدولي جاءت أعلى من توقعاتها بنسبة 9%، ومن توقعات السوق بنسبة 5.1%.
ونمت الأرباح الصافية للبنك خلال تسعة أشهر من عام 2015 بنحو 33% لتصل إلى 3.5 مليار جنيه.
"الاستثمار في أدوات الخزانة لعب دورا رئيسيا في الأرباح المحققة خلال التسعة أشهر الماضية" كما قالت إيناس سلامة المحللة بشركة مباشر للأبحاث لأصوات مصرية.
وتوضح سلامة أن فوائد أذون الخزانة مثلت 62% من صافي أرباح الفوائد خلال التسعة أشهر الاولى من 2015، موضحة أن تلك الأرباح نمت بنسبة 34% خلال هذه الفترة، بينما زاد صافي أرباح الفوائد من قروض العملاء بنسبة 25%.
ويعد البنك التجاري الدولي ضمن المتعاملين الرئيسين في السوق الأولي لأذون الخزانة الحكومية، اذ تصنفه وزارة المالية في المرتبة الثانية بين المتعاملين معها، وفقا لآخر البيانات المنشورة على موقعها عن الربع الأول من 2014-2015 .
وبحسب بيانات البنك المركزي فقد زاد صافي الدين المحلي الحكومي في يونيو الماضي بنحو 20%، مقارنة بيونيو 2014، ليصل الى 1.8 تريليون جنيه.
ولكن تقرير بلتون أشار أيضا إلى إسهام إقراض الأفراد والشركات بشكل بارز في أرباح البنك التجاري الدولي، حيث قال إن ارتفاع حجم القروض التي قدمها البنك بنسبة 17.8% منذ بداية العام جاء "بدعم من قطاع إقراض الشركات".
وارتفعت القروض بنسبة 5.9% عن الربع الثاني لعام 2015، و 16.9% منذ بداية العام وحتى الآن، ويمثل إقراض الشركات 87% من صافي زيادات القروض على أساس ربع سنوي، كما يقول بلتون.
في حين ارتفعت القروض للأفراد بنسبة 4.3% مقارنة بالربع الثاني لعام 2015 وبنسبة 23.7% منذ بداية العام، ليمثل هذا القطاع النسبة المتبقية 13 %.، تبعا للتقرير.
ولا يفصح التجاري الدولي في بياناته للبورصة عن القطاعات المستفيدة من عمليات الإقراض التي تولاها خلال فترة نتائجه المالية، لكن أخبار الشركات المستفيدة تشير الى نشاط حركة الإقراض خلال الفترة الماضية في مجال البنية الأساسية.
فقد تم الإعلان مثلا في يونيو الماضي عن حصول شركة شرق الدلتا للكهرباء علي قرض بقيمة 725 مليون جنيه من عدد من البنوك، منها التجارى الدولى، لتمويل محطتي كهرباء الشباب وغرب دمياط.
وتقول سلامة أن مشكلات نقص العملة الصعبة في السوق المصري لا تمثل بالضرورة عائقا امام توسع البنك في اقراض الشركات هذا العام، فهناك شركات مصدرة تستفيد من انخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار، وأخرى لديها توسعات ضرورية وتحتاج لتمويلها .
وإذا كانت نتائج التجاري الدولي تعد خبرا إيجابيا يسير عكس اتجاه المؤشر الذي سيطرت عليه الأيام الماضية حالة تشاؤم بسبب المخاوف من تأثير حادث الطائرة على قطاع السياحة، فإن بلتون يحذر من أن يتأثر البنك من التحولات السلبية في قطاع السياحة الذي يمثل 5% من إجمالي قروضه.
تعليقات الفيسبوك