القوة.. هذا الفخر الذي يغمرك حين تحرز هدفا في مرمى الفريق الذي تلعب ضده، الفخر يملأ أحلامك ويدفعك في اللحظة المناسبة لنيل الفوز، يجب عليك أن تعمل كثيرا أن تسهر كثيرا وأيضا أن تحلم كثيرا، ومع كل هذا يلزمك أيضا خصم قوي تستعرض معه في جولة اللعب إمكاناتك وقدراتك، وأيضا شرفك.. نعم شرفك.
خصمك القوي هو بالضرورة يقر في معركته أنك أيضا قوي أمامه أما خصمك الضعيف الذي تنتصر عليه بدون جولات فدليل أنك ضعيف، ودليل أنك بلا شرف فلا أنت بقدر اللعب لتلعب مع الكبار ولا أن تعرف قدرك فتلتزم الصمت أو تلتزم طرقا ومسالك لتسير بها مع متغيراتك.
تحتاج في قلب الخصومة أن تكون لك خطة تظهر فيها أدوات كلا الفريقين ويظهر بعدها الهدف وتلوح النتائج، أيضا أدواتك وخطتك شرف في المعركة، فلا يمكن أن تحمل سلاحا في وجه طفل وامرأة ولا يمكن أن تقطع الطريق على موظف عائد من عمله وبعدها تعود لتحتفل بالنصر، كيف تشعر بالنصر وأنت تحمل الآلي ومتعدد الطلقات في المقابل خصم أعزل لا يملك سوى أسرة وحلم بالستر وصليب على جدار منزل بسيط ؟ أي دين هذا الذي تسوقون له بهذه الأعمال الهمجية ومن هذا الذي تعتقدون أنه سينضم إلى فكركم غير هؤلاء الموتورين والمرضى النفسيين الذين سرعان ما سينقلبون عليكم.
ألا يعتريك هذا الإحساس بالخسة وأنت ترهب سيدة تحمل صليبا على صدرها وتذهب إلى السوق لإحضار طعام لصغارها وتذهب للكنيسة يوم الأحد تشعل شمعة في المذبح وتسأل العذراء التقرب إلى الله. كيف يمكن أن أراها وهي متفجرة وأعضاؤها متناثرة وصرخات تدوي.. أخرى ترتدي الأسود حدادا على زوج مات بأعيرة طائشة ولم يُقدم الجاني للمحاكمة منذ عشر سنوات. ما هي قضيتك، ومن هو خصمك، وما هي أدواتك لقد انتفت عنك كل معالم الإنسانية؟
ليس هذا الذي تسميه انتصارا على الدولة بالإرهاب إلا قتلا لأبرياء لم يكن لهم ناقة ولا جمل في هذه الخصومة بين الدولة والإرهابيين وليس لأبنائهم ذنب أن يرحلوا في خفاء الليل ويطلبوا اللجوء إلى منازل غير منازلهم ومدارس غير مدارسهم وأرض غير أرضهم. فلن تكون سيناء ولاية إسلامية كما تسوقون لأفكاركم المريضة، فهي طريق العائلة المقدسة وبها دير سانت كاترين وستظل سيناء أرض الفيروز، وأنت ستظل في نظر الجميع إرهابيا مجرما وتاجر مخدرات وتاجر سلاح.
أنت أيها القاتل ضعيف أكثر من أي سيدة اغتلتها عشوائيا لأنك يومها غطيت وجهك الخسيس حتى لا تراك وأنت كنت تراها، يا قاتل الوطن لن يفلح غدر خصومتك أبدا ولن يكون لك مكان مهما طال الوقت. طريق الآلام ما زال ينزف دما ويحمل أسماء أبرياء لا ذنب لهم ولا هم طرف في أي معركة. طريق الآلام ازدحمت جروحه ببكاء العذراء على الشهداء الذين انتقلوا إلى جوار ربهم بلا خطايا لهم إلا أنهم عاشوا في دولة لا تحمي إلا الأقوياء.