انخفض سقف المطالبة بعودة عصام الحضري إلى النادي الأهلي بعد حصول منتخبنا على المركز الثاني.. و الحقيقة كنت أتمنى لو لم يطالب أحد بذلك.. فرغم أنني زملكاوي حتى النخاع و من مجموعة «سنظل أوفياء» إلا أن تلك المطالبات أزعجتني لا لسبب غير غيرتي على الكرة المصرية التي تم اختزالها في الأهلي و الزمالك، بل إنني اتهم الأهلى و الزمالك بالتسبب المباشر في انخفاض مستوى اللعبة الأكثر شعبية في مصر منذ أن تسابقا للاستحواذ على أفضل العناصر الموجودة في باقي الأندية المصرية حتى شهدنا اليوم الذي كان يلعب بالنادي الأهلي نجوم الإسماعيلي، و عانى الأخير من ضعف المستوى بسبب قلة خبرة من بقي و عدم قدرة النادي على تعويض نجومه الذين رحلوا إلى النادي الأقوى في مصر، و كما كان الزمالك منافساً قوياً للأهلي في الدوري و الكأس كان منافساً شرساً في السعي للاستحواذ على أفضل العناصر.
اختفى منافسون أشداء مثل الإسماعيلي .. الاتحاد .. المقاولون .. الترسانة و المصري وأصبح الحديث عن سنوات استحواذ الأهلي على كل البطولات و ملاحقة الزمالك له على أمل تحقيق إنجازات مماثلة و تناسي الشعب برازيل مصر «الإسماعيلي» و الشواكيش «الترسانة» و ذئاب الجبل «المقاولون العرب» وغيرهم وحُرمت الكرة المصرية من صعود فرق قوية كانت تمثل عقدة للفرق المتربعة على عرش الكرة مثل المنصورة وأسوان .
و الآن يقبع الجميع في المراكز التالية للمركز الثاني الذي يحتله كثيراً نادي الزمالك و أحياناً النادي الأهلي مما أفقدنا متعة المنافسة بين الفرق التي كانت تؤجل حسم الدوري المصري لأي فريق للمباراة حتى المباراة الأخيرة في الدوري.
شاهدنا أسوان والمنصورة وإنبي يطيحون بأحلام الكبار في المباريات الأخيرة و يعيدون ترتيب أوراق الفرق و يتراجع الأهلي و يفقد الزمالك فرصة.. الآن نشاهد صراعا على تقليل فارق الأهداف عندما يكون أحد طرفي المباراة هو أحد قطبي الكرة المصرية.
هنا تكون المسئولية ملقاة على عاتق الدولة لإحداث توازن بين الفرق و تشجيع الفرق القوية على المنافسة و دعمها قدر المستطاع كي نشاهد مسابقات ممتعة فلا يمكن أن نقبل بتراجع مستوى الإسماعيلي أو الإتحاد لأن الأهلي أو الزمالك يريدان شراء نجومهما، لابد من إيجاد آلية انتقال «عرفية» تمنع انخفاض مستوى ونتائج مباريات فريق من الفرق المصرية لأن الأهلي و الزمالك يريدان نجومه.
أبو تريكة أتى من الترسانة و الحضري أتى من طنطا و غيرهما من النجوم أتو من فرق الصف الثاني أو فرق الأقاليم و ربما لو ظلوا في تلك الأقاليم لما لاقوا العناية الكافية لرفع مستواهم الفني و هنا يأتي دور المنتخب و مدربه الذي أعتقد أن عليه مسئولية اكتشاف المواهب و صقلها و تدريبها لرفع مستواها.
أتمنى أن يبقي الحضري في وادي دجلة ويجعل من الصعوبة بمكان على الفرق المنافسة تحقيق انتصارات سهلة، بل يزيد وجوده من ثقة باقي الفريق للتقدم وتحقيق انتصارات.
أتمنى أن يقدم الترسانة أبو تريكة جديدا و أن يعيد الإسماعيلي أمجادة ويقدم نجوماً لا يتركونه، أود أن أشاهد الترسانة و"المقاولون" و الإتحاد و المصري كما كانوا أيام مجدهم، أُريد أن يعمل القائمون على إنبي و الإنتاج الحربي و وادي دجلة و مزارع دينا و بتروجيت وكل الفرق الأُخرى على رفع مستوى فرقهم و المنافسة على المركز الأول.. لو كان الأمر بيدي لأصدرت تكليفاً لكل محافظ بالإهتمام بفرقة المحافظة التي يتولاها و أن يعمل على ضم عناصر جيدة تنافس و تعطي قيمة مضافة للكرة المصرية.
أعتقد أن وجود عناصر جيدة بكل الفرق المصرية المتنافسة في كل الدوريات و بقاء تلك العناصر للتقدم بفرقهم لهو أمر يضيف للكرة المصرية الكثير و يرفع من مستواها و يعيدنا لأيام المتعة و المنافسة وربما يعيد لنا قوتنا التي كانت في منافسات القارة السمراء و قد يقودنا إلى كأس العالم.