"انتي طالق"، كلمة يٌلقي بها رجل كل ٦ دقائق في مصر، لتسجل مصر بذلك أعلى نسب الطلاق العالمية. فطبقاً للإحصائيات، يوجد بمصر حالة طلاق كل ٦ دقائق أي ٢٤٠ حالة طلاق يومياً نتاجهم ٣ مليون مطلقة، في حين أن الإحصائيات الأخيرة تقدر ارتفاع هذا المعدل إلى حالة طلاق كل ٤ دقائق وارتفاع العدد إلى ٤ مليون مطلقة، مؤكدة بذلك ارتفاع نسب الطلاق في مصر من ٧٪ إلى ٤٠٪ في الخمسين عاماً الأخيرة.
ومما لا شك فيه أن هذا الرقم كافي جداً لأن يدق ناقوس الخطر وأن يجذب الانتباه لحجم الكارثة المجتمعية التي نواجها.
"انتي طالق" كلمة "أصبحت على كل لسان". فلم يعد لهذه الكلمة التي يهتز لها عرش السماء هيبتها أو رهبتها التي عهدناها وأصبحت الطريق الأقصر والأسهل لعدم مواجهة المشاكل والخلافات والتنصل من المسئولية وفي كثير من الأحيان تعكس أنانية الأزواج وعدم قدرتهم على تقبل فكرة المصلحة العامة للأسرة خاصة إذا كان فيها قليلاً من التضحية بالمصلحة الشخصية. فهذا الجيل السريع، جيل الإنترنت والسوشيال ميديا الذي يقضي أغلب وقته على شاشات اللاب توب والآي باد والتابلت والسمارت فون، لم يعد لديه من الوقت والصبر وطولة البال ما يجعله يستثمر جزءاً كاف من وقته في إدارة علاقاته الاجتماعية وتوفير الرعاية الزوجية والأسرية التي تكفل بناء واستمرار أسرة ناجحة وسوية. وأضيف إلى ذلك الظروف الاقتصادية الطاحنة التي جعلت الكثير من الأزواج ينظرون إلى الأسرة على أنها عبء وليست ملاذًا، ومصدر للضغط النفسي والمادي وليست مصدرًا للدعم الاجتماعي والنفسي والعاطفي.
"انتي طالق"، كلمة لا أتعجب لتفشيها في مجتمع انحدرت فيه الأخلاقيات، وانعدم فيه الضمير، وازدادت فيه معدلات الجريمة بشكل لم يسبق له مثيل. فأصبح فيه الدين شعارًا لا عقيدة راسخة، والضمير والأخلاق تخلف ورجعية لا قيَما ومبادئ مؤكدة. فالأسباب الرئيسية للطلاق كما أحصتها محاكم الأسرة تتمحور حول الخيانات الزوجية والعنف الأسري والاعتداء الجسدي وعدم تحمل الرجل لمسئولية أسرته أو إنفاقه عليها، بالإضافة إلى انتشار المخدرات واستخدام المواقع الإباحية على الإنترنت والسوشيال ميديا مما فتح الباب للكثير من العلاقات غير الشرعية التي كثيرًا ما هدمت أسرًا وخربت بيوتًا.
"انتى طالق"، نيجي بقى لأهم جزء ونتكلم بالبلدي شوية.
من الطبيعي جداً اِنِك تبقى طالق عشان اتجوزتي راجل لمجرد إنك مخنوقة من بيت أهلك وعايزة تسيبيه بأي طريقة، أو مجرد صفقة ومصلحة، أو عشان يبقى معاكي بنك متنقل عايزة تسحبي منه فلوس وقت ما تعوزي، أو عشان عايزة تخلفيلك حتة عيل وخلاص، أو ممكن عشان عايزة تخرجي وتتفسحي وتسهري وحد يقولك كلمتين حلوين أو أحسن يقولوا عليكي عانس فأى جوازة وخلاص.
طبيعي إنك تبقي طالق لو كنتي مركزة مع جوزك بزيادة عن اللزوم ماشية تنكشى وراه؛ تفتشى فى جيبه ومحفظته والموبايل وبعدين الواتس آب وبعدين الفيس بوك!!
طبيعي إنك تبقي طالق لو ماعندكيش من الذكاء الكافي إنك تعرفي تقوليله إيه وإمتى وإزاي.
طبيعي إنك تبقي طالق لو مش عاجبك العجب، مهما يجيبلك مابتشبعيش ومهما يراضيكى مابتتراضيش ومهما يصالحك مابتتصالحيش ومهما يقولك مابيعجبكيش. طب أقولك حاجة؛ فيه ستات كتيرة مستعدة تقبل نص اللي بيعمله معاكي و كمان هايقدموله أكتر بكتير من اللي انتي بتديهوله.
طبيعي انك تبقى طالق لو نكدية وكشرية من غير سبب، عمال على بطال.
أنا بدأت بأمثلة بسيطة عن أخطاء الست عشان ماحدش يقول إني متحيزة للستات أنى متحيزة بصورة مطلقة للطرف العاقل الذي يتحلى بقليل من الذكاء الاجتماعي واللي بيراعي ربنا وضميره فى تعاملاته مع الطرف الآخر. وإن كان جزء مما ذكرت ينطبق على الرجل كما ينطبق على المرأة، لكن دعوني أتناول مشاكل الرجل الأكثر تسبباً في الطلاق.
ماتتوقعش إنك تكون بتخون مراتك أو مقضيها علاقات مع الستات أيا كانت طبيعة أو حدود هذه العلاقات ومراتك هاتسكت، فالأفضل إن لو مراتك مش مالية عينك إنك يكون عندك الشجاعة الأدبية تعالج الموضوع أو تنهيه بشياكة وأدب وتسرحها بإحسان عشان كده كده الموضوع هاينتهي.
خللي عشرتك حلوة؛ الشخط والنطر والإمارة والصوت العالي مش هايجيبوا أي نتيجة، مش هايجيبوا غير الهم والغم والنتيجة الوحيدة المتوقعة هاتكون نتيجة عكسية ومراتك هاتنفر منك ومش هايكون عندها أى قدرة نفسية انها تسعدك أو تسعد ولادك أو تقوم يواجبتها ناحيتكم. والمحصلة النهائية مش هايكون عندها سبب تكمل معاك مراتك مش شغالة عندك ومش متجوزها عشان تطبخلك وتغسلك وتنضفلك وان كانت بتعمل كدة فهو فضل وليس فرض يجب ان تُقدر عليه وانصحك ترجع لدينك عشان تفهم منه واجبات مراتك تجاهك. وعلى فكرة بكلمتين حلوي وشوية اهتمام وتقدير هاتقيدلك صوابعها العشرة شمع وهاتشوف ما لا تتوقعه.
مش بنقول تسيب شغلك وحالك وتقعد جنبها لكن بعض المشاعر والاهتمام والكلام الحلو والتتشات الرومانسية هايفيدوا كتير مش هايضروا. الضرب مالوش غير تعليق واحد بعيد عن الدين والحرام والرجولة والكلام اللي كلنا عارفينه، إعمل حسابك من دلوقتي إن الجوازة دي مسألة وقت وإن ولادك هايطلعوا معقدين نفسياً وإن انت أول واحد هاتدفع التمن لما يكبروا.
عزيزي الرجل كن حذراً ففي ظل نفس عالم الإنترنت والسوشيال ميديا لم تعد المرأة الكائن الضعيف الذي سيقبل الإهانة والإساءة والخيانة والعنف والذل تحت مسمى الكرامة الزوجية الواحدة فإذا أردت أسرة ناجحة ستحاسب يومأ عليها أمام الله فاعلم جيداً مالك وما عليك. عزيزتي المرأة، كوني أكثر حذرأ، فالمنافسة أصبحت عظيمة والمغريات باتت أعظم فى ظل نفس عالم الانترنت والسوشيال ميديا، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي وما يسببه من ضغوط مادية طاحنة تجعل الرجل "ماشي يلف حولين نفسه"، فأصبحتي محتاجة لكثير من الذكاء بصفة عامة والذكاء الاجتماعى بصفة خاصة مع مزيج من الأنوثة مع الرجولة كي تحافظي على زوجك وأسرتك.
قمت بتسليط الضوء على جزء بسيط من المشكلة من الناحية المجتمعية ومن منظور الرجل كما هو من منظور المرأة، والحديث في ذلك يطول ولكنه مطلوب ومهم كي لا تصبح كلمة "انتي طالق" سيرة على كل لسان.