ستحيا مصر بروح النصر كما حلم أبناء يناير ثورة الورد اللي فتح في جناين مصر، ستحيا الشعوب حتما بكرامة غير ما يعتقد البعض لأن الحلم كان عظيما وكان على وشك التحقق، ستحيا الفكرة البريئة التي تبحث عن النفاذ إلى الواقع ولأنها فكرة أكيدة في الوصول للطريق الصحيح طريق الحرية والعدالة الاجتماعية، في عز العتمة تجد النور ودائما النور يكون بسيطا بعيدا ربما غير كاف أحيانا ولكنه يظل يعطينا الأمل.
يأتيك حكم المحكمة بمصرية تيران وصنافير لزرع الأمل وليجدد الصفوف ويدعم الفكرة الأولى فكرة الوطن والأرض، الوطن الحر والأرض التي حارب من أجلها جنود بواسل ضحوا بحياتهم من أجل رفع العلم المصري في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي.
حروب في المحاكم انتصر فيها يناير بشبابه وفكره.. انتصر لفكرة أخرى لم يدركها الكثيرون هي أن الطرق السلمية مع الكثير من العلم والقراءة والبحث والتدقيق كان لها القول الفصل.
في ذكرى الثورة المصرية المجيدة التي أنهت عصر آلهة السلطة من حقنا أن نحلم مع كل إنجاز بسيط ان الدروب حتما ستوصلنا برغم كل العراقيل وبرغم كل من باع وبرغم كل من شوه الثورة وحمل السلاح، وبرغم كل ما آلت إليه العملية السياسة في الشارع المصري من تضييق للحريات وإغلاق الجمعيات الأهلية وإغلاق المكتبات، بالرغم من إنسداد كل قنوات الاتصال الفعال بين السلطة والمعارضة وبين الشعب والحكومة، وبالرغم من إحساس الأغلبية أن الثورة المصرية انتهت، الا أن المشاركين الحقيقين الذين حملوا الفكرة آمنوا بها لم تهتز عقيدتهم ولم تذبل ورودهم و لن تستطع كل وسائل الإعلام أن تنسيهم لحظة في ليال حالكة عاشوها في الميدان ولا شهيدا مضرجا في دمائه سقط بيد النظام ولا شكل المستشفى الميداني ولا الوجوه الباكية من الرعب وقت إقتناص أرواح الأبرياء، فكل هذه الأحداث محفورة على أحجار كحجر رشيد لا يبلى بمرور الوقت ومكتوبة بلغة لا يعرفها المنكرون والمشوهون والمضللون لغة يعرفها الشعب بينه وبين حنايا قلبه، لغة ممزوجة بالصدق والدم حقيقة لا تحريف فيها، لغة من لغات لا تعرف الإندثار ولا تعرف العلن أيضا.
لغة تجزم بأن العيش والحرية والعدالة الإجتماعية مطلب مشروع وقانون عام يجب أن يحتكم اليه البشر.
ولو لم تفهم السلطة تلك اللغة سيبقى الشعب ملتفا حول الأفكار الصادقة ولهذا ستظل فكرة الثورة حية لا تموت.