فى السابعة من صباح أمس الأول الثلاثاء تجمع عشرات الإعلاميين فى لوبى الفندق الذى يقيمون فيه فى شرم الشيخ انتظارا لاستقلال الأتوبيس إلى قاعة المؤتمرات الدولية لحضور الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطنى الأول للشباب.
ظل الإعلاميون نحو ساعتين حتى تحركوا للقاعة. وخلافا لكل التوقعات فإن الدخول إلى المكان كان ميسرا جدا، ولم يستغرق أكثر من نصف دقيقة. ضابط من الحرس الجمهورى صعد إلى الباص وتأكد من وجود الدعوات الرئاسية.
هبط الجميع ومروا عبر البوابة الإلكترونية. لكن بعض الارتباك فى توزيع البطاقات الخاصة بالمؤتمر أدى إلى عدم دخول أكثر من ٣٠٠ مشارك بعضهم من شباب الصحفيين.
والسبب هو عدم وصول بطاقاتهم، ولم تفلح كل توسلاتهم لإنهاء المشكلة، فظلوا واقفين فى الشمس من السابعة حتى موعد دخول الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى القاعة فى الحادية عشرة إلا الربع، وبالتالى وطبقا للقواعد المرعية لم يكن ممكنا دخول أى شخص بعد وصول الرئيس، والنتيجة أن هؤلاء الشباب عادوا مرة أخرى إلى الفنادق التى يقيمون فيها.
وبمناسبة الفنادق، وخلافا لتوقعات غالبية الناس، فإن الحكومة كما عرفت لم تتكلف الشىء الكثير فى هذا المؤتمر. بعض الفنادق لم تأخذ مقابلا إيمانا بأن المؤتمر قد يكون فاتحة خير لإعادة الروح إلى الجسد السياحى شبه الميت!.
البعض الآخر اتفق مع الحكومة على أن تكون تكلفة إقامة المشاركين مقابل جزء من الديون القديمة التى حصلت عليها الفنادق من الحكومة فى أثناء فترات التعثر الكثيرة منذ عام ٢٠١١. والبعض الثالث حصل على مقابل رمزى جدا من وزارة الشباب وهى الجهة الأساسية فى التنظيم.
الفندق الذى أقمت فيه ومعى غالبية رؤساء تحرير الصحف القومية والخاصة ونجوم الفضائيات، تديره شركة تركية، شأن ما هو حادث فى فنادق أخرى فى المدينة الساحرة. الفندق شديد التميز وينافس أرقى الفنادق والمنتجعات العالمية والخليجية.
ومما يزيد الحزن والأسى أن تكون هذه الفنادق المتعددة، شبه مهجورة، ويقال إن البعض أغلق أبوابه وسرح العمالة، بسبب انخفاض تدفق السائحين بنسب غير مسبوقة منذ تحطم الطائرة الروسية فوق سيناء قبل عام كامل.
حينما دخلنا قاعة المؤتمرات الدولية كان شيئا جميلا أن نرى رئيس الوزراء شريف إسماعيل، يخضع للتفتيش أمام بوابة دخول القاعة ويرفع يديه شأن ما حدث مع كثير من كبار المسئولين، وهو درس لكل من يرفض التفتيش أو خلع أحذيته سواء كانوا شخصيات عامة أو بعض موظفى المطار.
فى الحادية عشرة صباحا بدأت الجلسة الافتتاحية، وللمرة الثانية خلال أقل من أسبوعين «يزرجن» الكمبيوتر كما قال الرئيس، ولم يتم تلاوة قرآن الافتتاح، أو عرض الفيلم التسجيلى عن الشباب فى موعده. هذا الأمر ينبغى أن يتم علاجه بطريقه حاسمة لأنه حتى لو كان مجرد خطأ فنى، فقد يتكرر فى أمور جوهرية وليست شكلية.
بعد نهاية الافتتاح سألت أحد مسئولى موسسة الرئاسة عن توقعاته للمؤتمر، فقال لى: أول شىء ألا يقف المشاركون للدردشة، وأن يدخلوا إلى قاعات الندوات وورش العمل للمشاركة الجادة، وأن يقولوا ما يشاءون، فربما يكون هناك فكرة أو أفكار قابلة للتطبيق. من وجهة نظره فإن هذا المؤتمر هو نوع حقيقى من المشاركة المجتمعية، والأهم أن تستمع الدولة للشباب.
المفاجأة أن الرئيس شارك فى أكثر من ندوة وأجرى حوارا مفتوحا مع الشباب يمكن أن تكون مدخلا للخروج من الأزمة الراهنة، خصوصا أن الرئيس رد بإيجابية على اقتراح الإفراج عن المسجونين الشباب، وكنت سعيدا بهذا الرد لأننى اقترحت هذا الأمر تحديدا فى نهاية مقالى أمس الأول الثلاثاء. وأتمنى أن يتم ترجمته على ارض الواقع، ويفرج فورا عن أكبر عدد ممكن من الشباب، فذلك أحد المداخل الأساسية لبداية جديدة فى مصر. والحديث موصول..