ليس صحيحا أن رئيس زيمبابوى روبرت موجابى أصدر قرارا باعتقال البعثة الأوليمبية لعدم حصولها على ميدالية واحدة فى ريو دى جانيرو. وقد نفت حكومة زيمبابوى ذلك، ولكن الصحيح، أن البعض هنا فى مصر صدق الخبر، لأنه يريد أن يصدقه.
وكانت صحيفة نيجيريان بولتين نشرته، نقلا عن موقع فرنسى ساخر وهو الأمر الذى كشفته صحيفة «ليكسبريس» الفرنسية، وأوضحت أن الموقع اعتاد على نشر الأخبار الساخرة غير الحقيقية.
** إذن بعضنا فى جمهورية مصر العربية لا يعرف. ومن لا يعرف، لا يعترف أنه لا يعرف. وربما لا يعرف أنه لا يعرف. وكثيرنا أيضا فى جمهورية مصر العربية لم يتغير، ولا يتغير، ولا يريد أن يتغير . فكثيرا ما قلنا وما كتبنا وتساءلنا لماذا تنتفض لجان الشباب والرياضة فى مجلس الشعب، منذ مطلع الثمانينيات، عندما يخسر منتخب كرة القدم مباراة، وتعقد جلسات اجتماع لأسباب «الكارثة أو الفضيحة» حسب التعبيرات المتداولة، بينما لا تهتم بأزمات أكبر وأخطر فى مجال الرياضة؟
** مرة أخرى.. ما هى الحدود بين المسئولية السياسية لوزير ودور وزارته الرقابى وبين المسئولية الفنية للجنة الأوليمبية ودورها الأساسى فى التقييم الفنى لأداء الاتحادات علما بأن اللجنة مكونة من تلك الاتحادات؟ وهل حاسبت برلمانات 120 دولة لم يحصل رياضيوها على ميداليات البعثات التى شاركت فى الألعاب الأوليمبية.. هل وقعت عقوبات على أكثر من عشرة آلاف رياضى ورياضية لم يحصلوا على ميداليات فى ريو دى جانيرو؟!
** إن موضوع التقييم والحساب والعقاب «نكتة سجن الرياضيين فى زيمبابوى» تضاهيها تلك «الهوجة الموسمية التى يتحدث فيها الجميع منذ 30 عاما عن أداء البعثة الرياضية المصرية فى الألعاب الأوليمبية، وكلهم يفعلون ذلك، بعد انتهاء الحدث، وكنت أتمنى أن أقرأ أو أشاهد أو أسمع آراء ورؤى وتوقعات فنية قبل الحدث.
وهو ما تناولناه فى مقالات تتحدث عن حديث الميداليات قبل انطلاق الدورة، وتناولناه بحذر حتى لا يتصيد الصيادون، تحت شعار نثر الإحباط ونشره فى أوساط البعثة.. وقمنا بتحديد تصنيفات سباحين ورماة على مستوى العالم فى سياق تقديرنا لهؤلاء الأبطال ولمراكزهم الشرفية المتوقعة فالسباح الفائز بالمركز الحادى عشر والسباحة التى تفوز بالمركز الثانى عشر فى الدورة الأوليمبية هو إنجاز لا يرتبط بالضرورة بميدالية، كما هو مربوط فى عقول أصحاب آراء انتظرت النتيجة والهدف الذى يهز شباك مرمانا لشن الهجوم المضاد دون أساس ودون علم بالمستويات الأوليمبية والعالمية، ودون اهتمام أصلا بالعلم..!
** إن نكتة ساخرة أطلقها موقع فرنسى عن روبرت موجابى رئيس زيمبابوى أثارت المواجع. ولكن فى تاريخ الرياضة حقائق ووقائع وليس «نكت»، قام بها سياسيون فى حقول وملاعب الرياضة وعقولها من موسولينى الفاشى الذى طالب منتخب إيطاليا بالفوز بكأس العالم أو الإعدام ولافرنتى بيريا رئيس الشرطة السرية فى عهد ستالين الرئيس الشرفى لفريق دينامو موسكو الذى كان يرسل لاعبى الفرق المنافسة إلى سيبيريا إلى هتلر.
ففى عام 1941 خسرت ألمانيا أمام سويسرا 1\2 فى مباراة لكرة القدم أقيمت بمناسبة الاحتفال بعيد ميلاد هتلر، فأمر الزعيم النازى وزير اعلامه جوبلز بعدم اقامة مباريات رياضية عندما تكون النتيجة مشكوك فيها.. وكان هذا الأمر أكبر دليل على جهل هتلر بالرياضة، وجهل هتلر بكرة القدم وجهله بنتائجها ومستوياتها وطبيعتها.. ولو كان هتلر يعلم أن كرة القدم لعبة ليس فيها يقين أيضا لما نطق تعليقا على خسارة ألمانيا مباراة ودية فى كرة القدم!