فاطمة فتاة فرنسية محجبة من أصل مغربى تعيش فى مدينة نيس الفرنسية كانت تسير فى الشارع بعد الحادث بساعات، نظر إليها الفرنسيون بغضب شديد وقالوا لها: «عودى إلى بلادك، لا نريدكم فى فرنسا».
• أما مراسل قناة العربية بفرنسا وهو مغربى الأصل فرنسى الجنسية فقد ذهب لتغطية الحدث فى نيس فقابله مواطن فرنسى غاضب صاح فيه: عودوا إلى بلادكم.. لا نريدكم فى فرنسا.
• هذه هى النتيجة الطبيعة و الحتمية لسكان مدينة يرون أبناءهم وزوجاتهم يقتلون وتمزق أشلاؤهم فى الطرقات دون ذنب أو جريرة، والفاعل اسمه محمد أبو هلال.
• ثمانون قتيلا دهسهم أبوهلال وهو يهتف «الله أكبر»، وهو لا يعرف عن هذا النداء العظيم شيئا.
• لقد دهس مع ضحاياه سمعة الإسلام وسمعة نبيه الكريم الذى تسمى باسمه زورا وبُهتاناُ.
• لا أحد يستطيع لوم سكان نيس إذا طالبوا بطرد العرب من بلدتهم حتى وإن تجنسوا بالجنسية الفرنسية، لأنك لن تستطيع إقناع الفرنسى الذى ماتت زوجته تحت عجلات الشاحنة أن هذا الرجل لا يمثل الإسلام ولا يعرفه، ولن تستطيع إقناع الرجل الذى ينتحب على طفلته التى يبحث عن أشلائها أن سائق الشاحنة انتحل اسم النبى زورا و بهتانا دون أن يعرف عن محمد نبى الرحمة شيئا.
• أناس يحتفلون بعيد الحرية وذكرى تحطيم سجن الباستيل أسوأ سجون العالم، هى ذكرى لنهاية الاستعباد والاستبداد و كأن هذا السائق المجنون يكره الحرية والاحتفال بها.
• مالك والقوم، هذه بلادهم إن لم تعجبك فارحل عنها، لماذا يفر الآلاف من بلاد العالم الثالث والعربى هربا من الطغيان حتى إذا ما وصلوا إلى أوروبا أصابتهم لوثة عقلية تريد الانتقام من مواطنيهم؟!! ما شأن هؤلاء المواطنين بالسياسة وصراعاتها، والجيوش وحروبها و خروقاتها؟!!.
• هؤلاء المجانين أمثال أبوهلال يعطون الفرنسيين الذريعة تلو الذريعة لشيطنة الإسلام والمسلمين، تمهيدا لطردهم من أوروبا تماما.
• إنهم يعطون الفرنسيين خاصة والأوربيين عامة رسالة سلبية مفادها أن المسلم حتى لو كان أوروبى الجنسية يعد خطرا عليهم وعلى مجتمعاتهم.
• ويتأكد ذلك عندهم برسالة أقبح من الأولى حينما قام رجلان باقتحام الكنيسة الكاثوليكية فى روان، وذبحا كاهن الكنيسة وأصابا راهبة، مع أن هذه الكنيسة تبرعت من قبل لبناء مسجد للمسلمين فى هذا الحى الفرنسى، ومع أن هذا الكاهن كان يخصص يوما فى الأسبوع لخدمة فقراء الحى بصرف النظر عن ديانتهم أو أعراقهم وأصولهم.
• لقد نسى هؤلاء الذين ذبحوه بأن البابا فرنسيس بابا الفاتيكان هو الوحيد الذى حث كل الدول التى تحارب الإرهاب ألا تطغى على حقوق الإنسان، هذا البابا المعتدل قد يحوله هذا الحادث إلى متطرف رغما عنه.. إنهم مجانيننا الذين يسيرون على درب مجانين الغرب الأولين مثل هتلر وموسولينى وبوش الابن وترامب.. وكل مجنون منهما يغذى جنون الآخر.
• لقد نسى المجنونان اللذان ذبحا هذا الكاهن قول القرآن: «ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى»، ونسوا أنه لا يجوز استهداف الكنائس ولا القسيسين أو الرهبان ولا أماكن العبادة لأى أحد حتى فى حالة الحرب بين الدول.• لقد ضيع هؤلاء الشبان الفرنسيون المسلمون الثلاثة جهود آلاف الدعاة الصادقين فى فرنسا والتى أثمرت عن إسلام الآلاف، فأدخلوا الناس فى دين الله أفواجا، لكن الثلاثة سيخرجونهم من الإسلام أفواجا.
• هؤلاء الثلاثة و أمثالهم جراثيم وميكروبات أصابت المجتمع المسلم و لوثته وأساءت إلى 2 مليار مسلم يحبون للناس جميعا السلام والخير والبر.
• هؤلاء نسوا أن أول كلمات القرآن «الرحمن الرحيم» و أن تحيته هى السلام، وأن ختام الصلاة هى «السلام عليكم» و ليس «الذبح لكم»، هؤلاء لا يعرفون الفرق بين المواطن الأمريكى العادى وبوش الابن، ولا يعرفون أن الأمريكان يكرهون الأخير أكثر منا.
• ترى من يستسيغ أن يفكر مسلم فى عمل إرهابى فى ألمانيا التى آوت و أطعمت وأكرمت قرابة مليون لاجئ سورى وتحدت أوروبا كلها بهم وراهنت عليهم.
• ترى من ذلك المجنون الذى يفجر فى ألمانيا و كأنه يصفع الألمان على وجوههم، أو كأنه يقول لهم: من قال لكم أننا سنأمنكم كما أمنتمونا و نرحمكم كما رحمتمونا، من قال لكم: تراهنون علينا، لقد خسرتم الرهان بأيدينا.
• هذه رسالة سفهائنا إلى الألمان، ورسالة مجانيننا إليهم: عذرا «يا ميركل» يا من واجهت الدنيا كلها من أجل اللاجئين فكما أن لكم مجانينكم مثل هتلر وموسولينى وبوش الابن وترامب، فلنا مجانيننا الذين تحركهم الأصابع الخفية، لنا مجانيننا الذين يقتلون بالاسم أو الجنس أو المذهب أو العقيدة.
• لن نستطيع أن نقابل الفرنسيين أو الألمان أو البلجيك واحدا واحدا لنقنعهم أن هؤلاء لا علاقة لهم بالإسلام، لن نستطيع أن نقول لكل ألمانى «أنتم أنصفتم الإسلام كثيرا» ولم تحتلوا بلادنا يوما، ودور النشر العربية والإسلامية لديكم قد تكون لديها حرية أكثر من بلاد العرب، وحرية الدعوة الإسلامية لديكم لا حدود لها ولكن هكذا يسىء مجانيننا إليكم وإلينا.
• يا رب حارت عقولنا فى حل معضلة هؤلاء المجانين الذين يتحلّون بغباء نادر يجعلهم يتبنون كل مصيبة تسىء إليهم وإلى ديننا حتى وإن لم يفعلوها.
• يا رب اكشف هذه الغمة عن مسلمى أوروبا، فهم فى كرب ما بعده كرب، يا رب سمعة الإسلام والمسلمين والعرب تتآكل، وهى رأس مالهم، اللهم ارحم الإسلام وأهله من هؤلاء المجانين قبل أن يقضوا على البقية من عقولنا.
* المقال منشور في صحيفة الشروق في عددها الصادر يوم السبت 30 يوليو 2016